انحراف التدين لب أزمة البشرية عاشوراء نموذجا
وما نعيشه اليوم من انحراف غالبية البشرية عن دين الإسلام نرى نتائجه في الأزمات العالمية والمصائب والمشاكل الدولية والإقليمية والمحلية التي لو حُكّم فيها شرع الله عز وجل لانتهت ومضت، ونرى في واقعنا ما يعانيه المسلمون من تشتّت وضعف وتحديات بسبب الانحراف عن أحكام الدين والشريعة، فهل الفساد الذي نتوجع منه إلا بسبب قلة تقوى الله جل جلاله لدى السارقين من المال العام والمتواطئين من الساسة بعدم إتقان الرقابة والحسم والمقصرين في شؤون الأمن بعدم المتابعة والضبط؟ وهل ما نعيشه من صراعات وحروب إلا بسبب طغيان بعض القادة الذين لا يكترثون بحرمة الحياة وعصمة الدم والمال؟
سِترُ اللّٰهِ
سترُ اللّٰهِ لنا من الهِباتِ الربّانيةِ التي لا يُطاق أن نعيشَ بدونِها، أي أنها من لوازمِ إقرارِ وجودِنا في موازينِ معركةِ الحياة، وبدونِها نحنُ عُراةٌ من وجهٍ آخر ليس في أجسادِنا بل عَرايا في أنفُسِنا وأعمالِنا؛ ولذا قال سفيان بن عيينة: لولا ستْر الله عزَّ وجلَّ ما جالسَنا أحدٌ.
تنبيه الأخيار للاستعداد ليوم الاختبار
ما أكثر الاختبارات والامتحانات التي يعيشها المرء في حياته ،في دراسته في عمله ،لكن كل هذه الاختبارات والامتحانات أمرها هين وسهل أمام اختبار من اخطر الاختبارات ،اختبار تتوقف عليه حياتك الأبدية السرمدية ،اختبار تشيب الولدان لهوله اختبار يحدد سعادتك الأبدية إن نجحت فيه أو شقاءك الدائم إن رسبت فيه ،اختبار يتطلب منك تهيئا منذ تكليفك أي منذ بلوغك وأنت تعيش حياتك وفق مادة هذا الاختبار والسعيد من وفقه الله وهيأ له طرق النجاح وهيأ له من يأخذ بيده ويقوم بدعمه وتعليمه مواد هاذ الاختبار
الغزُو الفكري ليس وهماً
والحقيقة أننا لا ننكر تلاقح الحضارات و تبادل المنافع والخبرات، بل ننهل منها ما ينفع أمتنا ويثبت كياننا ويبرز خصائصنا ويفرض ذاتيتنا، أما أن نغترف كل ما يساق إلينا ضر أو نفع، وافق أم خالف، حتى ينتهي بنا الأمر إلى فقدان هويتنا وتعَكر صَفوَ ثوابتنا فما هذا من تلاقح الحضارات وتعارف الشعوب في شيء.
خلق المراقبة بين المبدأ والتطبيق
النجاح في منصب من المناصب أو وظيفة من الوظائف يتوقف على خبرة الشخص الذي كلف بها ومدى معرفته بطبيعتها، لذلك يتم إعداده وتدريبه وفق مناهج تعليمية وتربوية، لكن الإخلال بالمسؤولية وانتشار الفساد في كثير من القطاعات وتدني مستوى الأخلاق لدى كثير ممن كلفوا بمهمة من المهمات يؤكد لنا أن التعليم المجرد من الأخلاق والمعرفة الخالية من المبادئ تكون عديمة الجدوى وأن الكفاءات في غياب الخوف من الله لا يمكن أن تعطي النتيجة المرجوة منها
الانتقائية في التأريخ للفلسفة (ول ديورانت نموذجا)
إن ابن رشد كان يميز بين عالمين: عالم الغيب وعالم الشهادة، وبالتالي بين مجالين: العقيدة (مجال النقل) والفلسفة (مجال العقل).ولم يكن يظن أن كلا منهما يفسد الآخر كما يظن كثيرون اليوم، بل كان يعتقد أن كلا منهما له مجاله الخاص: العقيدة للغيب، والفلسفة للشهادة.
العربية لغة حية
يشهد ماضي اللغة العربية الزاخر بالفتوحات العلمية والفلسفية والأدبية؛ أنها لغة حية متطورة باستطاعتها أن تحتوي جميع أنماط الفكر الإنساني وتستوعب كل قضايا المعرفة الكونية من علوم رياضية وطبيعية تجريبية وتطبيقية.وقد تفتّحت عل ثقافات الأمم والشعوب التي سبقتها وحضارتها؛ فأخذت منها كل صالح نافع وأضافت إليها ما ابتكرته وأبرت به على تراث العالم القديم فما قصرت ولا عجزت عن مطلب أو مرام.
مقاصد العيد ودلالاته التربوية
وفي الختام: فإن العيد في حقيقته شكر للمنعم سبحانه على توفيقه للعبادة وإعانته على تمامها، كما قال عز وجل: «ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» البقرة:185. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاده علينا وعليكم باليمن والخير والبركات.