مداخل اقتصادية وسياسية حول التنمية بالمغرب
حوار حصري متميز (مائدة نقاشية دسمة) مع الدكتور عبد الصمد بلكبير (مدير مجلة الملتقى).
وسائل التواصل كمنصة إعلامية
مع مرور الزمن وازدياد التمكين لإعلام وسائل التواصل، أفرز هذا النوع من الإعلام أيضا نفس الآفات التي زعم المروجون له أنه جاء للقضاء عليها، فنجد بين الصفحات الافتراضية تلك الصفحة التي تحتكر الخبر، ونجد موضوعات تقليدية باتت متداوَلَة عبر المنصات الافتراضية حتى ملّها المرتادون، وعادت لغة المصلحة تعلو وتتكيف وتكوّن أبجديات تلائم البيئة الافتراضية الجديدة، في حين أن تاريخ الإعلام الذي يذكر في صفحاته مجلة “العلماء ” الفرنسية التي صدر عددها الأول في 1665 م كأول مجلة متخصصة مثلا(2)، لم ولن يضم في نفس الصفحات موقع كذا أو صفحة كذا كمنابر إعلامية متخصصة.
المرأة: جدال وسائل التواصل وخطابات التخلف
إن قضية المرأة إذا لم تفهم داخل السيرة ومقتضى القرآن وفهوم العلماء الأجلاء، سينتج عن ذلك سلبيات متعددة من بينهما ما نرى بوادره الآن من النسويات؛ التي كانت تطالب في أول وهلة مجرد إعطاء الحق الطبيعي للمرأة، حتى ما لبثت تطالب بتعطيل الحقوق بين الجنسين وجعل جنس واحد هو المسيطر في دائرة الحياة
وعي حقيقي في عالم افتراضي ح 1
ويبقى السؤال يا صديقي لك: أي الصنفين من الوعي الجمعي تقابله يوميًّا على صفحتك الرئيسية بمواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل ترضيك أناقة علاقة وعيك الفردي به؟ أم تراها رثة الثياب تثير بداخلك الشفقة عليها والحركة الجادة لعونها؟!وماذا عن (لاوعيك) ؟ ذاك القابع داخلك حيث تُصنَع دوافع أعمالك كما وصف “لوبون” في كتابه ذاته؟ هل تنتبه إلى المدخلات التي تتناوب عليه كل ساعة خلال العالم الافتراضي؟
أوهام.. أم حسن ظن بالله؟
ونحن نزيح الغشاوة عن فهم أبعاد هذه العبارة المتجذرة في المثالية والإيهام، ونكشف عن خطأ نتيجة معادلة قد بنيت على معطيات خاطئة، ونوضح ما لمثل هذه العبارات من تخديرللعقول، وتعطيل لقوة المؤمن الفاعلة، ونزع الإرادة عنه ( فليس هو من تمنى، وإنما الأمنية قد زُرعت فيه)، وترحيل كل قدرة لتحقيق الأحلام من العالم الأرضي حيث اضطرار المرء إلى الأخذ بالأسباب، والبحث عن حلول للإنجاز، والتعامل مع إحداثيات الحياة بإيجابية وفاعلية، وتحمل النتائج كيفما كانت، إلى التأبد في الطمأنينة، والبحث عن الخلاص السهل الميسر المستحَق اقتضاء لدلالة العبارة المشار إليها وشبيهاتها
التزكية مطلوبة والشرع كله سبيلها والشيخ الصوفي ليس لازما فيها
التراث الصوفي يحتاج إلى غربلة عميقة بمقياس الكتاب والسنة وقواعد الاجتهاد، فيقبل ما يناسب الأصول ويدفع ما يخالفها، ففقه القلوب والنفوس يحتاج إلى إحياء؛ وقد وفق فيه ابن القيم رحمه الله إلى حد كبير فيبنى على اجتهاده ومنواله واجتهاد أمثاله من العلماء الربانيين، ويقرن التصوف -إن كان لازما استصحاب المصطلح-؛ مع الفقه العميق للشرع، لأن من تصوف بغير فقه كان مآله في الغالب الزندقة والحلول ووحدة الوجود والتحلل من التكاليف وتغيير معالم الدين.
تجارب واقعية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي
فالعديد من التجارب الاستطلاعية والبحثية أُقيمت بواسطة بعض الجامعات والجمعيات الصحية والنفسية لا مجال لذكرها الآن أكدت ارتفاع فرصة الإصابة بالاكتئاب والقلق والوحدة وعدم الرضا عن الذات لدى الذين يستخدمون ساعاتٍ كثيرة جالسين على مواقع التواصل الاجتماعي عنه لدى الذين يقلّلون استخدامهم منها
المرأة في الغرب بين الصورة الوردية والواقع المرير
ومن النتائج الصادمة التي توصل إليها الاستقصاء، هي تصدر كل من السويد وهولندا والدانمرك -وهي من الدول التي تحتل المراتب الأولى عالميا في سلم التنمية البشرية- لقائمة الدول التي تعرف أكبر النسب للعنف الجنسي.
اللغة العربية والحضارة
والواقع أن هذه اللغة إذا كانت تستطيع اليوم أن تصبو، بوجهها الديني، إلى عالمية حقيقية لكونها تعبر عن فكر 500 مليون مسلم؛ فإنها تستطيع كذلك، أن تعبر عن الفكر التقني لأي حضارة كانت، كما كانت تفعل منذ زمن بعيد في قرطبة وبغداد، إبان العصور الذهبية.
رباط العربية ..
قامت اللغة العربية، في أقل من نصف قرن، بترجمة علوم هذه الأمم، ونظمها الاجتماعية وآدابها، فوعت الفلسفة بجميع فروعها، والرياضيات بجميع أصنافها، والطب والهندسة والآداب والاجتماع، وهذه هي العلوم التي تقوم عليها الحضارة العقلية، في الأمم الحاضرة والغابرة، وهذا هو التراث العقلي المشاع الذي ما يزال يأخذه الأخير عن الأول، وهذا هو الجزء الضروري في الحياة، الذي إما أن تنقله إليك فيكون قوة فيك، أو تنتقل إليه في لغة غيرك فتكون قوة في غيرك، وقد تفطن أسلافنا إلى هذه الدقيقة، فنقلوا العلم ولم ينتقلوا إليه