من مساوئ التأريخ للفلسفة بالأفكار
إن هذه القراءة المثالية لتاريخ الفلسفة هي التي تسقط أصحابها في الانتقاء العشوائي حسب أهوائهم ورغباتهم، وتجعلهم يرددون الكلام الغامض الذي يصعب فهمه، هذا إن لم يكن فهمه مستحيلا.
وعوض أن تكون الفلسفة استجابة لحاجة أو تحدّ ما، تصبح أصلا لكل شيء.
مقدمات في بناء منظومة أخلاقية
إن بناء المجتمع الإسلامي المتخلق يبدأ أولا وآخرا بامتثال النصوص وتثويرها، والإصاخة إلى تعاليمها، واستنطاق إمكانياتها، والتحرر من التدجين الفكري المشرعن، والوثوقيات الخاطئة التي حجمت الحرية التفكيرية والتعبيرية عند المسلم، هذه الحرية التي تعينه على تمثل خياراته الكبرى وذلك عن طريق نسق يجمع بين امتلاك ضوابط المعرفة، وتدريب العقل، وتطهير القلب، وتربية البصر، وتهذيب البصيرة
محمد الإنســـــان الكامــــل
من أعظم نعم الله علينا أن تخير لنا الدين الكامل، والنبي الكامل: محمد صـــلى الله عليه وسلم.لا أحد يستطيع الإحاطة بأوج الكمال المتجسد في شخص نبينا محمد صـــلى الله عليه وسلم، ولذلك نعرض فقط أوجها من هذا الكمال المحمدي
بين “بيلو” والدعسوقة
أما الأهل فهم ما بين مستسلم أو مقاوم، البعض من الأهالي يظن أنه يؤدي دوره باصطحاب الأولاد إلى مدارس نهاية الأسبوع بينما الحقيقة أن هذه المدارس وحدها لن تنشئ اللغة في نفوس من فقدوها.. ربما يتعلم الأولاد الذين فقدوا لغتهم بعض القرآن، ويستطيعون قراءته بلغة متكسرة حروفها، لكن لن تعيدهم هذه الساعات البسيطة كل أسبوع إلى مصاف متحدثي اللغة العربية إلا إن كان البيت نفسه يبذل جهدا كبيرا بالتوازي مع المدرسة.
إِلَّا مَن رَّحِم
الله يُعبدُ هكذا ….فقط لأنه أحق أنْ يُعبد، الحب يحملنا إلى الله، الفطرة تجرنا إلى الله، السلام يدلنا إلى الله، الرحمة تقرّبنا إلى الله، كل شيء يُخبرنا أنّ الله هنا لا غير، كل الطرق تنادي باسمه، وبين كل ذلك وذاك كان العمل والعبادة وسيلتنا إلى الله.
فلسفة الكذب
إن كان الكلام؛ مع وضوح النية؛ صريحا وصارما في تحديد تصنيف الباعث عليه، إلا أن الصمت، ذلك الخداع، قد يمارس تخفيه وتمويهه، لذلك لا يمكن اعتباره عدما أو غيابا، إذ قد ينطق بأكثر مما تنطق به الكلمة، بل تغييبه لها يستنطقها، ويفسح المجال أحيانا كثيرة إلى مزيد من المعنى.
الصدق سبيل النجاة
إذا كان الصدق من أشرف الخصال وأحسن الفضائل التي يبنى عليها المجتمع فإن الكذب من أقبح الخصال وأخس الرذائل التي يتصدع بها بنيان المجتمع ويختل أمره وصاحبه يسقط من عيون الناس فلا يصدقونه في قول ولا يثقون به في عمل لأنه إذا اشتهر بينهم بالكذب فلا يصدقونه ولو أخبر بالصدق في بعض الأحيان.
في سبيل فلسفة عملية
ما سبب هذه الفوضى؟ لماذا كل هذا الكلام البعيد كل البعد عن هموم الناس وما هم في حاجة إليه؟ ما سر هذه العبثية المنتشرة في فكر وسلوك أبناء دول الجنوب؟ لماذا أصبحنا نعيش عدمية نيتشه وعزلة محيي الدين بن عربي في آن واحد؟ أهي إرادات لا نعرفها للتضليل وخلق الفتن وبلقنة كل شيء يجتمع عليه الناس؟ أهي فلسفة يراد لها أن تفارق الأرض لتعود إليها بالتفكيك والتمهيد للهيمنة؟ أهي فلسفة يراد من خلالها أن نفتقر، نحن شعوب الجنوب، إلى النظرية السديدة والممارسة العملية السديدة؟
العراء الوجداني ومشروع التخليق وتجديد سؤال القيم
أزمة القيم هي قبل كل شيء أزمة الرؤية الإنسانية للإله وللكون وللإنسان في بحثها عن السعادة المنشودة، وانشطارها في مقاربة أنساقها في تدابر وتنافر وتباين، مما يجعل النظر الفلسفي الحديث في الأخلاق حلبة صراع بين المذاهب التي تؤصل له، أو تلك التي تجحده أو تشكك فيه، بل بؤرة توتر بين مختلف المعاني والأسماء التي يطلقها كل مذهب على الأخلاق.
ضبط النفس
فهذه الشهوات والملذات والحاجيات التي تدعو إليها النفس؛ تحاول أن تسيطر على المرء وتجعله ينصرف إليها وحدها، ويخضع لسلطانها، ويزج بنفسه في تيارها الصاخب دون أن يعير أي اهتمام للجانب الروحي فيه، كأنه لم يخلق إلا من المادة، بينما هو مركب من المادة والروح معا، وقبل كل شيء من الروح الخالد الذي يستوجب أكثر عناية وأكثر اهتمام.