أردوكان .. وبيداغوجية الأهداف
بقلم: رشيد بلزرق
بعيدًا عن النقاشات والجدالات التي صاحبت خبر إعلان القضاء التركي -وقبله الرئيس رجب طيب أردوكان- عن تحويل آية صوفيا إلى مسجد؛ وما إن تم الأمر حتى استيقظت جماجم كانت تغط في نوم عميق لتتكلم عن عدم مشروعية ذلك إسلاميا وأخلاقيا وقانونيا وو الخ
هذه الأقلام التي تكتب، وهذه الكائنات التي تتكلم، وسِعَها السكوت عن كل الجرائم-المادية منها والمعنوية-التي تمارس ضد أمتهم الإسلامية!!
نصيحتي لهؤلاء: إن كنتم ولا بد متكلمين في الشأن التركي، فهلاَّ تكلمتم عن جانب مهم من شخصية الرجل الذي تنتقدونه “أردوكان”
وأنا أعلم ما شُنَّت غارتكم عليه إلا لأجل هذا! وأعني بذلك هو: سعيه وراء تحقيقه للأهداف التي وعد بها شعبه وأمته، وتكلم عنها قديما وحديثا ولا زال؟!
وتالله: هذا الجانب أقل ما يقال فيه: إنه رجولة محمودة في الجاهلية وفي الإسلام، بل وفي كل الأمم!
أم إن هذا الجانب هو ما يقلقكم ويجعلكم تفقدون صوابكم وتوجهون سهامكم المسمومة إلى كل بارقة أمل تحيي في الأمة ذكرى الأمجاد والأبطال من هذه الأمة، التي يحاول أعداء الإسلام وأذنابهم الحيلولة دونها ودون الجيل الصاعد من أبناء المسلمين!!
أجل، هذا الأمر مزعج! والمزعج فيه ليس هو تحويل ” آية صوفيا” إلى مسجد بقدر ما هو مزعج أن يأتي من يسعى من أبناء الأمة من يربط حاضر ها بماضيها ومن يذكرهم بأن الأمة الإسلامية كان لها وجود ومنعة وقوة لما كانت متمسكة بشرع ربها، وسائرة على درب نبيها وسلفها الصالح من العلماء الربانيين والأمراء المصلحين والمجاهدين! وهذا ليس افتراءً نفتريه على القوم، أو نسجاً لخيوط المآمرة أو تكريساً لها، وإنما هو توصيف للواقع، وكشف لجانب صغير من حجم مخططات الأعداء الكائدين للإسلام وأهله. وقد اعترف بذلك كبار ه الغربيين والعلمانيين !!
والجدير بالمصلحين من أبناء الأمة أن يقتدوا بمن جعل مسيرة حياته الإصلاحية، مسيرةَ أهدافٍ تتحقق على أرض الواقع {ولينصرن الله من ينصره}
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
**خاطرة على الطريق**