منتدى إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية
  • الرئيسية
  • منصة التنمية الأخلاقية
  • منتدى إحياء
  • منصتكم
  • المقالات
  • دراسات
  • الـمجالس
contact@ihyae.net
  • Facebook
  • Instagram
  • Google
منتدى إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية
  • الرئيسية
  • من نحن
    • منصة التنمية الأخلاقية
    • منتدى إحياء
    • منصتكم
  • مقالات
    • بالعربية
    • بالفرنسية
    • بالانجليزية
  • دراسات
  • مجالس
    • مجالس مفردون
    • مجالس الراغب الأصفهاني
    • مجالس رقائق القرآن
    • مجالس النور
    • مجالس متنوعة
  • إصدارات

قوة الحق وحق القوة

قوة الحق وحق القوة
لـ إحياء للتنمية الأخلاقية | 02/04/2019 | 0 تعليقات

 

بقلم: مصطفى السباعي

 

يختلف الناس في طرق الوصول إلى الحق بحسب اختلافهم في الأزمنة والأمكنة؛ فما يكون وسيلة في عصر لاسترداد حق مغصوب أو ملك مسلوب؛ قد لا يجدي في عصر آخر شيئا، ولا يعود على المطالب به بقليل أو كثير.

ولقد مضى عهد كان السبيل فيه لوصول ذي الحق إلى حقه: تحكيمُ الذمة والنصفة والضمير، وأشد ما تجد هذا بارزا في عصور الإسلام الذهبية يوم كان الإسلام تفتح له الدنيا صدرها ليسكن إليها، ويوم كان الصعلوك الحقير من الأمم الداخلة في ذمة الإسلام وحكمه يقف أمام أكبر رأس في الإسلام ليطالب بحقه، غير مستند إلى قوة ولا معتمد على سلطان؛ إذ لم يكن حينذاك إلا قوة الإسلام وسلطانه؛ ولكنه مستند على الإنصاف الذي يخفق به قلب من يحتكم إليه، معتمدا عل العدل الذي يملأ جوانح رجال الدولة من أقصاها إلى أقصاها.

فلم يكن هناك إجحاف ولا اعتداء، ولا غطرسة ولا كبرياء، وإنما كان الإذعان للحق والعدل في السياسة والرحمة في الحكومة، وما ذلك إلا لأن الإسلام سداه العدل، ولحمته الرحمة، وشعاره إعطاء كل ذي حق حقه. وشاء الله أن يعطي ذلك العصر الزاهر، وأن يصاب المسلمون بالذلة بعد العزة، وبالضعة بعد الرفعة، وبالعبودية بعد السيادة، بما اقترفوا من سيئات، وما ارتكبوا من خطيئات، ثم كانت الحرب العامة فأرسل ساسة الغرب إلى رأس من رؤوس المسلمين يخطبون وده ويطلبون معونته، على أن يعترفوا له بالاستقلال التام بعد انتهاء الحرب، وكان أن استجاب إلى هذا النداء اعتمادا على وعودهم، حتى إذا انتهت الحرب وأسفرت عن انكسار الألمان وحلفائهم وطولب أصحاب الوعود بإنجاز وعودهم فما زالوا يماطلون ويطاولون حتى رسخت أقدامهم في البلاد وتحكمت سيوفهم في الرقاب وصبوا عليها سوط الذل والعذاب. عند ذلك أخذ أصحاب الحق يستصرخون بالعدالة طويلا ويحتجون كثيرا فما زادهم ذلك إلا بلاء فوق بلائهم وشدة فوق شدتهم وكأنما كانوا يستصرخون بالصم أو يستجيرون بالموتى…

لم يبق بعد هذا شك في سوء مقاصد المستعمرين وأن عهوده إنما كانت حبرا على ورق اتخذوها شباكا وحبائل فكان ضرب لازب علينا بعد هذا طله أن نعمل على ما يصون كرامتنا ويرد إلينا حقوقنا وأن نسيء الظن بكل ما يقدمه إلينا هؤلاء ما زينوه بشتى الزخرفة والبهرجة. ولكن المؤسف المؤلم أن الجمهرة من هذه الأمة ما برحت تعتقد أنه لا يزال في الدنيا عدل ورحمة، فكلما أصابتهم شدة من دول الاستعمار لجأوا إلى أساليب مختلفة: أبرقوا واحتجوا.

ولكن إلى من؟

إلى عصبة الأمم، إلى وزارة الخارجية، إلى المندوب السامي، إلى الصحف والمجلات، والمستعمرون يقبلون هذا كله بابتسامة طويلة عريضة فيها معنى الهزء والازدراء، لعلهم أننا لا نجيد إلا هذا النوع من العمل …

ثم يضحكون علينا بتأليف لجان للتحقيق وما نلبث حتى تهدأ ثورتنا الكلامية وتخف حملاتنا الثرثارة.

واليوم وقد تأهبت الدول بأجمعها للحرب وأصبح العالم مهددا بملحمة تشيب لهولها الأطفال، فاسمع ما يقوله أرباب القوة والغلبة عن أنفسهم، لتعلم أننا أخطأنا الطريق الموصل إل حقوقنا.

نشرت أخيرا إحدى كبريات الصحف في فرنسا مقالا عن المشكلة الحبشية الإيطالية ومما قالت فيه: “لا شيء يحوّل السنيور موسوليني عن مغامرة طال عهد استعداده لها وسيكون لها فعل قوي في أوروبا، فميثاق (بريان كيلوج) وضع منذ الآن وعهد عصبة الأمم لم يبق له حساب، وكل ما بقي في العالم هو القوة”.

إذن ليس هنالك شيء اسمه العدل، ولا شيء اسمه الحق، ولا شيء اسمه الإنصاف، وإنما هنالك شيء اسمه القوة؛ وهي التي لها وحدها الحق في تقرير مصير الشعوب والأمم، فتحكم على هذه بالخضوع والمهانة.

هذا باعترافهم بأنفسهم، فكل من يعمل بعد اليوم على أن يدخل في عقولنا أن حياتنا في مجاراة الغرب بأزيائه وتهتك فهو غشاش.

ومن كان يدخل في عقولنا أن حياتنا بالانسلاخ عن آدابنا وشريعتنا – التي هي أساس القوة ومبعث الحياة – فهو غشاش.

ومن كان يدخل في عقولنا أن حياتنا في أن تكون نساؤنا رجالا ورجالنا نساء فهو غشاش دجال مدسوس على الأمة ولو كان منها.

وإذا؛ فأدباؤنا الذين يفهمون التجديد على هذا النحو وصحفهم التي تنشر لهم تجديدهم هذا المخزي الفاضح وزعماؤهم الذين يشدون أزرهم في حركتهم، كل أولئك غشاشون مدسوسون على الأمة يلقون إليها السم في كؤوس الشراب، ويهدمون مواطن العفة والكرامة والقوة في نفوسها لتؤول إلى الدمار والخراب ..

لا تعجب أيها القارئ ولا تعجل بالحكم علي بالمغالاة والتطرف.

وإني أحيلك إلى آثار أولئك المجددين؛ فانظر هل تجد فيها دعوة لعفة أو ندبا لفضيلة؟

وهل تجد فيها إلا الدعوة إلى الأدب المكشوف والتحرر الأخلاقي والإباحية المتناهية؟

ثم أحيلك إلى صحفهم، فهل تجد فيها إلا صور المتهتكات من بنات الغرب وممثلاته والمتجرات بجمالهن ولحومهن وهن في حالة تتنافى مع الأدب والخلق والطهر والحياء؟ وها هي إحدى الصحف السيارة تنشر في أحد أعدادها صورة لفتيات مستحمات على شواطئ البحر ليس على أجسادهن إلا ما يستر أغلظ عوراتهن، وأخرى تنشر صورة لأجمل ساق وأخرى لأجمل فتاة، يتقربون بذلك إلى الشباب الطائش الهائج، غير مبالين بما يجره عملهم على هذا الوطن المنكوب وعلى هذه الأمة المستعبدة الذليلة المحتاجة إلى من يؤجج في أفئدتها نيران القوة والشهامة لا نيران الشهوة والمتعة.

ثم أحيلك إلى سجلات زعمائهم فهل تجد في صفحة منها أن واحدا منهما أهاب بأولئك الدعاة الإباحيين أن يكفوا عن هدم بناء الأمة وهو لو قال لاستمع الناس قوله ولو نادى لأجيب نداؤه؟

وأغرب ما في الأمر أن هؤلاء الذين يهدمون حصون الأمة بهدم عفافها ويمهدون السبل لاستعمارها بالقضاء على آدابها، لا يخجلون من الله ولا من الناس أن ينشئوا المقالات الطنانة الرنانة في القذف بالاستعمار والتشنيع على أهله ..

ووالله لتفكير ساعة تفكيرا جديا في توجيه الأمة نحو العفة والدين وصلابة الأخلاق، أشد على المستعمرين من ألف مقالة تصليهم نارا حامية في أمة انتشرت بينها الموبقات.

وقد أشار إلى ذلك أحد حكام السودان الإنجليز وقد قيل له: إن فلانا يشتمكم كثيرا في كل مجلس، فقال لهم: هل عنده طيارة؟ قالوا: لا، قال: فهل عنده رصاصة واحدة؟ قالوا: لا، قال: وأزيدكم أنه فوق ذلك ليس عنده إيمان بما يقول، فأنا لا أخاف من شتيمة وفي استطاعتي أن أزيلها بقرشين لو كانت إزالتها تساوي القرشين …

الحق، أننا سائرون في طريق تربأ أحط الأمم عقولا عن سلوك مثلها، وكلما فكرت في استعدادات الدول للحرب وزيادتها في أساطيلها ومدافعها وطياراتها وجنودها، وقارنت بينها وبين انقسامنا على أنفسنا وانصرافنا عما يجدد لنا الحياة والقوة، أكاد أجزم بأننا في الحرب القادمة مقضي علينا لا محالة إلا يتداركنا الله بلطفه.

أيها المسلمون؛ أنتم مقبلون على حرب سيصطلي بنارها الشرقي قبل الغربي، فإن لم تعدوا لذلك اليوم عدته كنتم وقودا لتلك النار وطعاما لها، وعند ذلك تبوؤون بخزي الدهر وعار التاريخ.

أيها المسلمون، من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، فلا تعتمدوا بعد الله إلا على أنفسكم، وحذار حذار أن يغرر بكم شياطين الغرب فيشغلوكم بالعهود والمواثيق، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ووالله لا قوة اليوم للحق غير قوة اليوم للحق غير قوة الإيمان والعفة والتوحيد؛ فتلك هي القوة، وإنما الحق للقوة ولا قوة في الرجاء إلا تأييد الرجاء بتلك القوة.

 

المصدر:

مجلة الفتح، العدد: 456 السنة العاشرة 1354هـ.

 

  • تويتر
  • فيسبوك
  • جوجل+
  • جيميل
  • واتساب
  • تليجرام

إحياء للتنمية الأخلاقية

أرسل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أحدث المجالس

  • افتتاحية مجالس النور موسم 1442ه – مجلس التفسير1
    أكتوبر 21, 2020
  • التقاط الدرر من سيرة سيد البشر” المجلس الأول: لماذا ندرس السيرة النبوية؟ “
    مارس 31, 2020

English

  • The guidance of the faithful Prophet on dealing with offenders and mockers
    نوفمبر 28, 2020
  • Coexistence and tolerance in Islam
    سبتمبر 28, 2019
  • Preamble for a conception of an ethical system
    سبتمبر 20, 2019

Français

  • Perspectives éducatives dans le sermon de Miskawayh
    يناير 1, 2020
  • La Baraka en Islam
    ديسمبر 12, 2019
  • L’égarement de la bonne pratique de la religion au cœur de la crise humaine
    أكتوبر 17, 2019
  • Facebook
  • Instagram
  • Google
بتقنية مهارتي | ووردبريس