خمس خطوات لاكتساب مهارة الذكاء العاطفي
بقلم: أمنية علي عتمان
هناك نوع من الذكاء يختلف عن الذكاء المنطقي الذي نعرفه يسمى بالذكاء العاطفي، هذا النوع من الذكاء يعبر عن مدى قدرتنا على التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين.
وكذلك قدرتنا على إدارة مشاعرنا واحترام مشاعر الآخرين والتعامل معها على نحو صحيح في المواقف المختلفة.
يعد الذكاء العاطفي من المهارات الأساسية التي لا بد أن يمتلكها كل إنسان فهو مهارة ضرورية نحتاجها في تعاملاتنا اليومية.
حيث يجعل التعامل مع الآخرين يتم بصورة أسهل وأنجح.
كل منا له شخصيته المختلفة وخلفياته وكذلك طباع مختلفة تميزه عن غيره، وكل هذا جميل جدا فالاختلاف يجعلنا نكمل بعضنا البعض، ولكن إن لم نحسن التعامل مع هذا الاختلاف فسوف نقع في كثير من المشكلات في حياتنا وفي معاملاتنا مع الناس من حولنا.
الذكاء العاطفي يجعلك تميز بين الأشخاص المختلفة في المواقف المختلفة وبالتالي تنتقي الأسلوب والكلام والطريقة التي تتناسب مع كل شخص في كل موقف.
وبالتالي تجنب نفسك الوقوع في أخطاء سوء التفاهم والمشكلات الوارد حدوثها أثناء تعاملاتنا اليومية مع الآخرين.
وتستطيع أن تصل إلى هدفك من التعامل مع الآخر في كل موقف.
فتحصل على علاقات ناجحة داخل أسرتك، بين أصدقائك وبين زملائك في بيئة العمل.
فعلى سبيل المثال فإن كنت تتعامل مع ابنك فإنك تحتاج إلى طريقة وأسلوب في التعامل معينة تختلف عن طريقتك وأسلوب في التعامل مع زوجتك، أحد والديك، صديقك، مديرك، أو زميلك في العمل.
وأيضا ليس كل أبنائك تناسبهم نفس الطريقة في التعامل فلكل منهم شخصيته المختلفة والأسلوب الأنسب لتصل معه إلى الهدف المرجو.
التعامل مع رجل يختلف عن التعامل مع امرأة وليس كل الرجال يمكن التعامل معهم بنفس الطريقة، وهكذا فكلنا بشر ولكل منا مشاعره وشخصيته المختلفة.
فعلى قدر تفهمك وتعاطفك مع هذه المشاعر المختلفة وقدرتك على تحليلها والتعامل معها بالشكل الصحيح الذي يتناسب معها، وكذلك تفهمك لنفسك ولمشاعرك وحسن إدارتها يتحدد مقدار ذكائك العاطفي.
يعد أهم من تحدث عن الذكاء العاطفي هو الكاتب “دانييل جولمان” في كتابه الشهير “الذكاء العاطفي” حيث وضح فيه أهمية الذكاء العاطفي وأنه يمكن أن يكون في نفس أهمية الذكاء المنطقي بل وربما يكون أكثر أهمية منه.
حيث يمكن أن شخص لا يحتوي على قدر كبير من الذكاء المنطقي ولكنه يحتوي على قدر ممتاز جداً من الذكاء العاطفي أن يكون ناجحا في حياته أكثر من شخص يمتلك مقدار كبير من الذكاء المنطقي ولكنه يفتقر إلى الذكاء العاطفي.
السؤال هنا هل الذكاء العاطفي مهارة يمكن أن يكتسبها الإنسان أم أنه موهبة يولد بها ولا يمكن اكتسابها؟
الإجابة هي أن الذكاء العاطفي هو مهارة تنشأ مع الطفل في سنواته الأولى بشكل تلقائي ويسير جداً، ولكن إن لم تنشأ في تلك المرحلة يكون اكتسابها أصعب قليلاً ولكنه ليس مستحيل حيث يمكن لأي شخص أن يمتلكها ولكن عليه أن يسعى ويبذل جهد في سبيل ذلك الهدف.
ونريد أن ننبه الآباء والأمهات لخطورة هذه المرحلة من حياة الطفل حيث تنشأ فيها مهارات كثيرة وتبنى فيها شخصيته وأشياء كثيرة تظل معه طوال حياته لذا يجب إعطاء اهتمام كبير للسنوات الأولى من حياة الطفل.
والآن كيف يمكنك اكتساب مهارة الذكاء العاطفي؟
حسب ما قدمه الكاتب “دانييل جولمان” في كتابه فإنه هناك خمس خطوات لاكتساب مهارة الذكاء العاطفي فإن اتبعتها فسوف تزيد من ذكائك العاطفي بنسبة كبيرة جداً وسوف يؤثر ذلك على أدائك ونجاحك في الحياة.
خمس خطوات لتكتسب مهارة الذكاء العاطفي
- الوعي بذاتك
- إدارة المشاعر
- تحفيز الذات
- فهم مشاعر الآخرين
- إدارة العلاقات
الوعي بذاتك
هو تفهمك لذاتك ومشاعرك المختلفة في تعاملاتك اليومية.
يحدث ذلك من خلال مراقبتك لنفسك في المواقف المختلفة التي تمر بها وتحليلك لتلك المواقف ولمشاعرك الداخلية خلالها وتصرفاتك التي نتجت عن تلك المشاعر.
فكل تصرفاتنا هي نتاج عن تحليلنا للمواقف المختلقة ومشاعرنا الداخلية التي نشأت من ذلك التحليل.
لذا فتعد هذه الخطوة هي الأهم في طريقك لاكتساب مهارة الذكاء العاطفي، فكلما زاد وعيك وفهمك لذاتك كلما سهل عليك تحكمك في مشاعرك وإدارتك لها في المواقف المختلفة وكذلك فهمك لمشاعر الآخرين.
ويمكنك أيضاً أن تطلب من المقربين في دائرتك الذين تثق بهم أن يكتبوا لك انطباعاتهم عنك ومميزاتك وعيوبك التي تظهر لهم، ثم قم بالنظر لما كتبوا لك وحلله جيداً بكل حيادية وكن صادقا مع نفسك وطابقه مع تصرفاتك وخذ ما تجده صحيحا وحاول أن تحافظ على مميزاتك وتطورها وأن تصلح من عيوبك لترتقي بنفسك
إدارة المشاعر
تعد تصرفاتنا في المواقف المختلفة هي نتاج تحليلنا الشخصي لتلك المواقف، فكلما كان تحليلك للمواقف أكثر إيجابية كلما كان لديك فرصة أكبر للتفكير واختيار التصرف المثالي للموقف وبذلك تجنب نفسك الندم على أي تصرف تقوم به بتسرع ودون تفكير صحيح.
تحفيز الذات
عليك أن تضع لنفسك أهدافا محددة وتسعى لتحقيقها.
وأن تكافئ نفسك كلما أحرزت هدفا وحققت نقطة في صالحك، قسم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر لكي تحققها أسرع فتشعر بالإنجاز على المدى القريب فلا تمل أو تفقد حماسك.
ولا تلتفت لما قد يفقدك حماسك أو أي شخص قد يثبط من عزيمتك.
فهم مشاعر الآخرين
كلما زاد وعيك وفهمك للآخرين في محيطك كلما زاد شعورك بهم وتفهمك لمشاعرهم وتصرفاتهم المختلفة والتماس الأعذار لهم في بعض الأحيان.
تنشأ المشاكل عادة من سوء فهمنا للآخر وعدم قدرتنا على تقبل تصرفاته وسلوكه في المواقف المختلفة فكل منا يعيش في عالمه الخاص منعزل عن الآخر ولا توجد أي وسيلة اتصال تقرب المسافات ووجهات النظر.
كلما تحدثنا مع بعضنا بوضوح أكثر كلما وضح لكل منا موقف الآخر وربما تغير موقفه منه تماماً وتحول من عداء إلى صداقة ومن الخلاف إلى الوصول لأرض مشتركة للحوار وتقارب وجهات النظر.
لذا فعليك أن تتحدث بوضوح مع الآخرين وتحاول أن تفهمهم قبل أن تطلب منهم أن يفهموك هم.
إدارة العلاقات
بتفهمك لذاتك ولمشاعرك وكذلك مشاعر الآخرين تستطيع أن تدير علاقاتك بشكل أفضل وتجعلها علاقات ناجحة.
حيث يمكنك إدخال المشاعر المختلفة عليها حسب تفهمك لمشاعر الآخرين وبالتالي امتلاك مفاتيح شخصياتهم.
فعلى سبيل المثال فإن كنت تفهم ابنك جيداً وعلمت أنه يحب التحدي والسباق و كنت تريده أن يذاكر دروسه يمكنك أن تجعل الأمر أشبه بلعبة تلعبها معه فمثلا تسابقه في أنه عليه أن يذاكر ذلك الدرس خلال ساعة وإن انتهى من الدرس خلال الوقت المحدد فيكون فائز في المسابقة.
بهذه الطريقة أنت تفهم الطرف الآخر وتعرف الطريقة الأنسب له وتعاملت معه على هذا الأساس فوصلت إلى هدفك بكل سهولة ويسر ودون الإضرار بالآخر.
يعد الذكاء العاطفي من أهم المهارات التي يمكن أن تكتسبها في حياتك فهو يؤثر على نجاحك في حياتك مع أسرتك وأصدقائك كما يؤثر الذكاء العاطفي على نجاحك في بيئة العمل بشكل كبير وتوليك المناصب الأعلى بشكل أسرع وكذلك يزيد من فرص حصولك على وظيفة جديدة ويجعل لك الأولوية.