رأي شرعي في دعم الأبناك التشاركية
بقلم: محمد بولوز
أمام أنباء وأخبار تؤكد الصعوبات التي تجدها الأبناك التشاركية والتعاملات الإسلامية البديلة، بما يهدد بعضها بالتوقف والإفلاس، أقول: انتظر عدد كبير من الغيورين على هويتهم وأصالتهم في مغربنا الحبيب فتح الباب أمام التعاملات البديلة زمنا طويلا، وكنا نتساءل في حسرة وحزن عن سبب تأخر بلادنا في الترخيص لمؤسسات عندنا تقابل ما سمي بالأبناك الإسلامية في بلدان أخرى؟
وزادت حسرتنا عندما وجدنا دولا غير إسلامية تفتح بابها لهذه المعاملات في حين يحرم المغاربة منها.
وكان من فضل الله أن أثمرت الجهود المضنية التي بذلتها نخبة “الاقتصاد الإسلامي” والنداءات المتكررة لأهل الخير والصلاح في بلدنا، هذا المولود الجديد الذي يحتاج في بداياته إلى دعم ومساندة.
وقد أفتى خبراء هذا المجال بأن هذه التعاملات أكثر نضجا ووفاء لمقاصد الشرع من مثيلاتها في دول العالم الإسلامي؛ حيث تمت الاستفادة من الثغرات والنقائص التي اعترت تلك التجارب.
وهي بحمد الله قابلة لمزيد من التحسن وحتى تخفيض أرباحها وتكلفة التعامل معها مع الإقبال عليها ومع ازدهار التنافس في المجال.
فهي بحق فتح مبين في مجال الاقتصاد الإسلامي وثغرة في الطريق الذي كان مسدودا ومقفلا أمام العديد من المحاولات والمطالب والنداءات.
فلا يليق بعد أن يسر الله أمرها أن نخذلها ونسهم من حيث لا نشعر ولا نريد في إفشالها؛ ولا يغيب عنا أننا بصدد إيجاد بديل عن معضلة كبيرة وعظيمة في ميزان الشرع؛ ألا وهو البديل عن المعاملات الربوية التي قال الله تعالى بشأنها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)} البقرة.
وأرى من الدعم لهذه الأبناك التشاركية نقل الحسابات الجارية إليها؛ فقد كان الكثيرون يتعللون بعدم وجود بديل فيما كانوا عليه، وما أظن بقي من عذر لمن فتح فرع من هذه الأبناك في مدينته.
ولا بد من التحمل والصبر في هذه البدايات إذا نقصت بعض الخدمات أو كان شيء من البعد في بعض فروعها أو قلتها، فالمقاصد كبيرة ونبيلة، وخطوة الأبناك التشاركية في بلدنا خطوة مباركة وجب دعمها ومساندتها بما تيسر لكل فرد ولو بالتعريف ومدافعة التشويش والتشكيك، وقديما قال المغرضون: “إنما البيع مثل الربا”.
“وأحل الله البيع وحرم الربا“.